محطات في حياة المرحوم الحاج حسين محمد عبد الرحيم الشاكري

 ولد في النجف الأشرف عام 1925م وأكمل دراسة المقدمات في مدارس النجف ولم يتمكن من مواصلة الدراسة بعد إنتقاله إلى بغداد عام 1941م. مارس التجارة الحرة فكانت هوايته السفر والترحال. لذا عكف في السنوات الأخيرة على المطالعة والكتابة بمختلف مجالاتها. كان له صلات وثيقة بالعلماء الأعلام المتوفين منهم والذين هم على قيد الحياة كالمرحوم سماحة آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي والسيد عادل العلوي في قم المقدسة والشيخ عبد الحسين الأميني والسيد مرتضى العسكري.

له مجموعة مؤلفات طبعت في قم المقدسة وبيروت منها:
1- أربع وثلاثون كراس (من سلسلة الثقافة العامة) متنوعة.
2- موسوعة ( علي في الكتاب والسنة والأدب ) وهي خمسة مجلدات.
3- موسوعة (المصطفى والعترة) وهي تسعة عشر مجلداً إضافة إلى ملحق بالموسوعة باسم (المهدي المنتظرفي الشعر والنثر العربي).
4- الصفوف من الصحابة والتابعين: وهي ثلاثة مجلدات.
5- النجاة من الذنوب.
6- ذكرياتي (خمس مجلدات).
7- ربع قرن مع العلامة الأميني.
8- من رواة الإمامين الصادقين وهي ثلاثة مجلدات.

ومن نشاطاته:
1- مساهمته في تأسيس مكتبة الإمام أمير المؤمنين (ع) العامة في النجف الاشرف عام 1960.
2- في عام (1962م) انتخب عضواً في مجلس الإدارة لجمعية منتدى النشر الثقافية في النجف.
3- عام (1964م) انتخب عضواً في مجلس إدارة المدارس الجعفرية في بغداد.
4- في عام (1964م) انتخب عضواً في جمعية المقاصد الخيرية.
5- في عام (1965م) انتخب عضواً في إدارة جمعية الصندوق الخيري ومدارسها.
6- في عام (1966م) انتخب عضواً في إدارة الجمعية التأسيسية لجامعة الكوفة.
7_ في عضو مجمع أهل البيت العالمي- طهران 1990م.
8- في عام(1995م) ساهم بتأسيس مدرسة الإمام علي(عليه السلام) في قم المقدسة. حيث شارك بجهده وخبرته في تأسيس المدارس مع كوكبة من العلماء والوجهاء، كالأستاذ الشيخ محمد جواد الطريحي، والأستاذ الشيخ د. عبد الجبار شرارة، والأستاذ الحاج قصي الشاكري، ودعم الوجيه حجة الإسلام السيد جواد الشهرستاني، وعمل على متابعة شؤون وإدارة هذا الصرح الذي أصبح نموذجاً يحتذى به لإحتضان أبناء الجالية العراقية من المهجرين والمهاجرين وتعليمهم لغتهم الأم لغة القرآن الكريم وباقي العلوم والمعارف، وتجاوز عدد طلاب المدرسة ألف تلميذ وتلميذة في العام 2002-2003. كما توسعت لاحقاً لتشمل مراحل الدراسة المتوسطة والإعدادية.
9- أحد أمناء مكتبة المرعشلي النجفي في قم المقدسة، بطلب وتعيين من أية الله العظمى السيد المرعشلي النجفي (قدس الله سره) في حياته.
10- أنتخب عضواً في لجنة إدارة مستوصف الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في قم المقدسة.
11- ساهم في مركز طبابة (الشهيد الصدر) في دمشق الشام- حي السيدة زينب (عليها السلام).
12- أنتخب عضواً في لجنة –إغاثة الشعب العراقي- في لندن وايران.
13- أحد المؤسسين للجنة- إغاثة اللاجئين العراقيين- وأمين لها في طهران ولندن.
14- عضو لجنة الأمناء في تأسيس مدرسة الإمام صاحب الزمان (عج) الإبتدائية في قم المشرفة.
15- عضويته في التولية الشرعية الخاصة بمكتبة الإمام أمير المؤمنين (ع) العامة والتي تمت في سنة 1960.
وبالنظر لكثرة الأحداث في العراق منذ عام 1970 ولمتابعته من قبل نظام صدام هجر العراق ومكرها وانقطع عن التولية وتم تولية آخر بديله وهو الحاج معين جابر جدي وذلك حسب بنود حجية الوقف الخاصة بالمكتبة.
أجاز له الروايه العلماء الأعلام ومنهم :

1.سماحة أية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي (قدس الله سره).
2.سماحة أية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني.
3.سماحة السيد أحمد المدري.
كما كان الوكيل المالي لكثير من المراجع الكبار.
ومن ما قام بإنجازة أو ساهم في انشاءه وترميمه وحفظه، من مؤسسات ومشاريع خيرية فهي كثيرة منها:

1.تجديد الباب الذهبي لحرم الحسين (عليه السلام) الرئيسية-كربلاء المقدسة.
2.مساهمته في تذهيب منائر الكاظمية.
3.مسجد براثا الأثري- بغداد.
4.مسجد الإمام علي الكبير- شارع فلسطين- بغداد.
5.مسجد الطريحي الاثري – النجف الأشرف.
6.مسجد أهل البيت- حي القاهرة- بغداد.
7.مسجد الدهاليك- الكاظمية- بغداد.
8.مسجد الشاكري ومكتبته-النجف الأشرف.
9.المدارس الجعفرية- بغداد.
10.جامعة الكوفة- إذ كان أحد الأربعة المؤسسين.
11.عمارة كلية الفقه- النجف الأشرف.
12.جمعية المقاصد الخيرية- الكاظمية المقدسة.
13.جمعية الصندوق الخيري الإسلامي- بغداد.
14.مستشفى الإمام الحسين عليه السلام للعيون- بغداد.
وما خفي كان أعظم من أعمال البر والإحسان للناس، ومساعدته في شراء المنازل وتزويج المؤمنين المعدمين، فلطالما شوهد مع الفقراء والمعوزين ياخذ بايديهم ويفك عنهم كربهم فجزاه الله خير الجزاء.
إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا،ً وأعمل لآخرتك كأنك تموت غداً
تجسمت هذه الحكمة في كل مراحل حياته وكل ما ورد أعلاه كان لآخرته ومن أجله إستحق كل هذا التقدير والتكريم عند وفاته، وإنشاء الله يكون ميزان أعماله بأضعاف حسناته. أما عن أعماله لدنياه فكانت تزخر بالنشاط والرقي في الأداء والصدق في التعامل، لابد لي وأنا أخيه الاصغر ان أذكر شيئاً عن حياته في عالم الأعمال، حيث عندما أنتقل الى بغداد قام بمساعدة اخونا الأكبر المرحوم جواد الشاكري بفتح محل لبيع الاحذية، في أهم أسواق الموضه من ملابس وأحذية وغيرها من المواد خاصةً النسائية منها.
وكان رحمة الله أنيقاً في مظهره ومحله وتعامله مع زبائنه، من سادة وسيدات أبناء المجتمع البغدادي والعراقي.


وفي سنة 1949م تم التوافق ما بين الأخوة الثلاثة (المرحوم الحاج جواد الشاكري والمرحوم الحاج حسين الشاكري والحاج عبد الصاحب الشاكري) على تأسيس شركة دجلة لصناعة الأحذية، وبالعمل الدؤوب المتواصل توسعت أعمال هذه الشركة، وتم تدريجياً بمرور السنوات فتح فروع بيع لها، لتكون منافذ ومعارض توزيع لمنتجات الشركة، حتى تجاوز عددها الخمسين فرعاً في مختلف أنحاء بغداد ومدن العراق، وكان دور فقيدنا العمل والأشراف على إدارة المعارض بكل تفاصيلها من عرض خارجي وتنسيق داخلي لأنواع المنتجات وكذلك حساباتها ومراقبة الخزين في نظام لم يشهد له العراق من قبل، حيث أعطى العمل حقه بالرغم من إنشغالاته الخيرية التي ورد بعض منها أعلاه، وقد برزت شركة دجلة لصناعة الأحذية كأهم مؤسسة صناعية تجارية ليس على مستوى العراق فحسب بل على مستوى المنطقة، وذلك بفضل جهود الأخوة الثلاث وأستمرت هذه المشاركة لغاية 1966م حيث انفكت هذه المشاركة للأسف وتقاسم الأخوة موجودات الشركة، ونهج كل منهم منهجاً يتناسب مع تفكيره ورؤيته في إدارة العمل الذي أستقل فيه، حيث تعددت وجهات النظر والإجتهادات في كيفية توسع الشركة في ظروف صعبة كظروف العراق.
لقد ذكر فقيدنا العلماء والأدباء والشعراء في مواطن عديده لايسعنا ذكرها في هذا المجال الضيق فحياته كانت مليئه بالعمل والجهاد، ويمكن الإستعانة بكتاب الشاكري كما عرفته بقلم السيد عادل العلوي لمزيد من الإستضاءة بقبس حياة الفقيد.


التحق المرحوم الحاج حسين الشاكري بالرفيق الأعلى ليلة الثلاثاء المصادف 5 ربيع الأول 1430 هـ، الموافق 03/03/2009م بعد صراع مع المرض ألزمه داره، وشيعته الجالية العراقية في قم المقدسة عصر يوم الخميس 7 ربيع الأول 1430 هـ، الموافق 05/03/2009م وحضر التشييع حشداً كبيراً من العلماء وأساتذة الحوزة العلمية وممثلين عن بيوت المراجع العظام وجمعاً من مختلف الطبقات الاجتماعية والسياسية، وبعد إقامة صلاة الميت عليه في مسجد الإمام الرضا (ع)، انطلق التشييع إلى ضريح المعصومة لتجديد العهد بقبر سيدتنا فاطمة بنت الامام الكاظم (ع)، وواصل الجثمان مسيرته إلى العراق بصحبة أولاده ومحبيه حيث زوّر كربلاء المقدسة ومنها إلى النجف الأشرف يوم السبت 9 ربيع الأول 1430 هـ، الموافق 07/03/2009م ودفن في المقبرة التي هيئها لنفسه قبل أربعين عاماً تحت مسجد الشاكري في النجف الأشرف، وحضر مجلس الفاتحة التي أقيمت في هذا المسجد جمع غفير من علماء الدين والوجهاء وعامة الناس. كما أقيمت مجالس الفاتحة على روحه في كلاً من بغداد وقم ولندن وكندا وغيرها.
أعقب من الأولاد خمسة هم: علي وفرات وعارف وعدي وقصي ومن البنات اثنين، بارك الله في الوالد وما ولد، لقد ترك فينا الفقيد صالح الأعمال وذرية تعمل على نهجه، نسال الله تعالى أن يحفظهم ويوفقهم ويسدد خطاهم.